Free Kuwait: “سلاح العلاقات العامة الكويتية”
مع اجتياح القوات العراقية للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990، برزت الحاجة إلى تحرك إعلامي منظم يواجه محاولات التعتيم والتضليل، ويؤكد للعالم أن ما يحدث هو غزو دولة ذات سيادة، لا “خلاف داخلي” كما حاول النظام العراقي أن يصوّر.
في هذا السياق، نشطت حملات العلاقات العامة الكويتية بشكل ملحوظ، ونجحت في أداء دور محوري في تعزيز الموقف الرسمي الكويتي، وكسب الرأي العام الدولي. فقد شكّلت الحكومة الكويتية، التي تمركزت في الطائف، لجانًا إعلامية متخصصة عملت على إنتاج محتوى يخاطب الخارج بلغة يفهمها، ويربط القضية الكويتية بمبادئ القانون الدولي والعدالة.
أبرز هذه الجهود تمثّل في حملة “Free Kuwait” التي تحوّلت إلى شعار عالمي حملته شعوب ومنظمات وأفراد حول العالم. اعتمدت الحملة على أدوات متعددة، أبرزها الإعلانات في الصحف الدولية، والمؤتمرات الصحفية، والمقابلات التلفزيونية، والندوات، إلى جانب التنسيق مع الجاليات والطلبة الكويتيين في الخارج.
الطلبة الكويتيون، على وجه الخصوص، لعبوا دورًا فاعلًا في هذه الحملة. فقد نظّموا فعاليات داخل الجامعات، وشاركوا في حوارات مفتوحة، وكتبوا مقالات في الصحف الأجنبية، مما ساهم في ترسيخ الصورة الحقيقية لما يجري داخل الكويت تحت الاحتلال.
كما ساهمت هذه الحملات في توحيد الخطاب الإعلامي الكويتي بالخارج، ومنع تشتت الرسائل، وتقديم القضية الكويتية ضمن إطار حقوقي وقانوني متماسك. وقد كانت النتيجة واضحة، إذ نجحت الجهود الإعلامية في التأثير على مواقف الرأي العام الغربي، وعلى اتجاهات صُنّاع القرار في المحافل الدولية.
لقد أثبتت تجربة الكويت خلال الغزو أن العلاقات العامة ليست مجرد نشاط ترويجي، بل يمكن أن تكون أداة سياسية مؤثرة، تسهم في تشكيل المواقف وتوجيه القرارات. كما أظهرت أن إدارة الصورة الذهنية للدولة في وقت الأزمة قد تكون بنفس أهمية إدارة المعركة على الأرض.
كاتب و باحث في العلاقات العامة
فهد الحسيني
 
								 
                                    
إرسال التعليق